قائمة المدونات الإلكترونية

من أجل الاطلاع على محتويات المدونة

الاثنين، 20 يونيو 2011

مراكز الاستماع والمصاحبة التربوية بالمؤسسات التعليمية ضرورة تربوية ملحة

مراكز الاستماع والمصاحبة التربوية بالمؤسسات التعليمية ضرورة تربوية ملحة
من إعداد سعيد جعنوج
شهدت العديد من مؤسسات التعليم ببلادنا في الآونة الأخيرة ظهور أندية تسمى مراكز الاستماع والإصغاء ،أملاها ـ من جهة ـ تفاقم مشكلات التلاميذ الاجتماعية والنفسية والتواصلية التي تشكل في الكثير من الأحيان أهم عوامل تأخر وتعثر الحياة المدرسية ، والحاجة الملحة ـ من جهة ثانية ـ إلى تخليق الحياة المدرسية وتحديث المؤسسة وجعلها فضاء آمنا ومعاصرا ومحبوبا لدى التلاميذ
1 ـ الوضع الراهن لمراكز الاستماع والإصغاء
إن هذه المراكز واكبتها وهي ما تزال في مراحلها الجنينية بعض المظاهر السلبية التي يتوجب علينا العمل على تجاوزها ،ومن بين هذه الظواهر:
1 ـ غياب التأطير والتكوين ، فقوة الإرادة ، وحسن النوايا التي أبداها مؤطرو هذه المراكز، لا تكفي وحدها ، بل لابد لهم من تكوين وتأطير وتتبع مناسب يجنبهم الكثير من الأخطاء التي من شأنها أن تضفي إلى نتائج عكسية
2 ـ انقطاع الصلة بين التلاميذ وهذه المراكز ، وفقدان الثقة فيها ، والنظر إليها كمراكز للتنصت والتجسس لصالح الإدارة
3 ـ إخفاقها في القضاء على الكثير من الظواهر التي تعيق تطور الحياة المدرسية
4 ـ طغيان العفوية والارتجال ، والافتقار إلى تدبير عقلاني وإلى برنامج عملي واضح المعالم والأبعاد ، يستجيب لطموحات ورغبات التلاميذ
2 ـ الأهــــــــــــــــداف
تسعى هذه المراكز إلى تحقيق الاختيارات والتوجهات التالية
1ـ تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ
2ـ التعرف على حاجات التلاميذ ورغباتهم ، ومساعدتهم على إيجاد الحلول الملائمة لمشاكلهم ،وإقامة العلاقات الودية القائمة على الحوار والتشاور معهم ، وتوخي العدل والموضوعية في التعامل معهم
3 ـ المساهمة في تأطير وتنظيم التلاميذ ، وتوفير الشروط النفسية والوجدانية والتواصلية الكفيلة بتفجير مكبوتاتهم في اتجاهات إيجابية وخلاقة وإعدادهم لتحمل المسؤوليات الاجتماعية وتقلد المهام
4ـ تعزيز الثقة بالنفس لدى التلاميذ ،وتقوية انتمائهم إلى الجماعة ،وتعويدهم على الاعتراف بالحق عند الاختلاف والتراجع عن الخطأ
5ـ تحفيز التلاميذ على التصالح مع المؤسسة ، وتحبيبها لهم وتنمية روح احترامها لديهم والاستثمار الجيد لمرافقها وفضاءاتها
6ـ ترسيخ قيم المواطنة والتضامن والتشارك لدى التلاميذ وحفزهم على احترام حقوق الإنسان ، وتقوية روح التماسك الأسري والمجتمعي لديهم وتشجيعهم على اتخاذ القرارات تجاه المشاكل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيئية ، واحترام القانون ، وتحويل هذه القيم إلى سلوكات ومواقف داخل المحيط المدرسي و الأسري وخارجهما
7ـ تأطير التلاميذ تأطيرا يسهل عليهم امتلاك الوعي بذواتهم وبطبيعة الأدوار الموكلة إليهم في المدرسة والمجتمع ، والعمل على إنقاذهم من ثقافة التطرف والتيئيس والانعزال ، ومن العديد من السلوكات الضارة بالصحة النفسية والجسدية
8ـ العمل على وضع حد للعقاب البدني والغياب المتكرر، والتقليص من نسب الفشل والهدر المدرسيين
3ـ الأنشطـــــــــــــة
لتحقيق الأهداف السالفة يتعين على هذه المراكز القيام بالأنشطة التالية :
1 ـ تنظيم لقاءات تواصلية منتظمة مع الآباء والأقارب
2 ـ خلق أندية ترفيهية إيجابية يعهد بتنشيطها إلى التلاميذ : ( كرة القدم ـ الشطرنج ـ الفيديو ـ الأنترنيت ـ الموسيقى ـ الرسم ... )
3ـ تنظيم ورشات بحث وعمل من تنشيط التلاميذ في المواد التالية : ( التربية على المواطنة ـ التربية النسوية ـ التربية الجنسية ـ التربية المدنية ـ حقوق الإنسان ـ الشأن المحلي ... )
4ـ تحفيز التلاميذ على إنجاز بحوث نظرية وميدانية في المواضيع التالية : (المراهقة ـ العنف ـ الانتحارـ الأمراض الجنسية ـ المخدرات ـ الكحول ـ حوادث السير ـ الانحراف ـ التدخين ... )
5ـ تنظيم حملات طبية لفائدة التلاميذ داخل المؤسسة
6 ـ تنظيم استشارات طبية ونفسية مجانية ،وجلسات الوساطة والاستماع ، وحلقات البوح والاعتراف الجماعيين ، كل ذلك تحت إشراف إطار متخصص
7 ـ القيام داخل المؤسسة بأوراش الاستصلاح والنظافة والتشجير وزرع المساحات الخضراء
8 ـ تقديم الخدمات الاجتماعية للتلاميذ المعوزين واليتامى وضعاف البصر، وذلك بالتنسيق مع جمعية الآباء ،وفي حدود الإمكانيات المادية المتاحة
4 ـ الوسائـــــــــــــــــل
يمكن لهذه المراكز استعمال كل الوسائل التربوية الممكنة لتنفيذ برامجها ، وفي مقدمة هذه الوسائل :
1 ـ استثمار المعطياب والمعلومات والوثائق الخاصة بالتلاميذ والمتوفرة لدى الإدارة : ( الوافدون ـ المكررون ـ المسموح لهم بإعادة التمدرس ـ اليتامى ـ الدفاتر الصحية ... )
2 ـ النشرات والمذكرات والتقارير
3 ـ سبورة الإعلانات والمجلة الحائطية
4 ـ البريد الإلكتروني
5 ـ التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو والأسطوانات المدمجة والأنترنيت
6 ـ التقارير والتحقيقات والبحوث والدراسات
5ـ الشركـــــــــــــــاء
ولأن التواصل بين مختلف مكونات العمل التربوي يمثل درجة بالغة الأهمية في تطوير المنظومة التربوية ، ولأن مهاما بهذا الحجم لا يمكن أن تنهض بها الأندية لوحدها ، فإنه يتحتم عليها التنسيق مع كل الشركاء والفرقاء التربويين والاجتماعيين ، وفي مقدمة هؤلاء : (جمعيات آباء وأولياء التلاميذ ـ الإدارة التربوية ـ المجالس التربوية ـ مجالس التدبير ـ أندية المؤسسة ـ المراكز الصحية ـ دور الشباب ـ الجمعيات التربوية والاجتماعية ـ مستشارو التوجيه ـ أطباء الأمراض النفسية والعصبية ... )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق